أخبار عاجلة

صباح_مصري ،،،،،

دوام الحال… من المحال
لابد لأي إنسان أن يمر بظروف صعبة ، !!!
يكمن الفرق فقط في اختلافها مضمونا وتاثيرا ،
لكن الاختلاف الكبير الاهم هو كيفية مواجهته لها ، والتعامل معها ، دون ان يخسر نفسه او يسبب لها أضرار نفسية بليغة ،
من الطبيعي اننا جميعا نحس بنوع من الارتباك الفكري ، والتوتر النفسي ، خصوصا عندما تشتد قساوة الظروف…
فإننا نخاف ان نخسر ، ونفشل ، ونتراجع ، ونفقد وتسؤ أحوالنا وغيرها من الفرضيات التي يصنعها العقل وتخاف النفس من حدوثها،
هذا الخوف هو الذي يدعمنا من اجل الاستمرار ، وعدم الرضوخ والاستسلام في حالة واحدة فقط وهي عندها يكون تفكيرنا ايجابي ، ومقارنتنا إيجابية ، ونظرتنا للحياة كلها أمل…
والا فهذا الخوف سيسبب لنا شللا فكريا ، وعمي في البصيرة ، وتشاؤما تجاه الحياة …
نعلم أنه يجب علينا ان نؤمن بمسالة ان اللحظات سوف تمر باختلاف احداثها..
هذا الإيمان يغنينا بالصبر من اجل الصمود ، ويمنحنا الطمأنينة بأن الامور ستتحسن ، ويعطينا الطاقة من اجل المواصلة …فدوام الحال من المحال…

لم يخلق الله الدنيا دائرة عبثاً، وإنما جعل الدوران كرسالة كونية لعباده، يشير بها الى تغيّر الأحوال، وكأننا نسير في حياتنا في منحنيات؛ فتارة نكون في القمة، وتارة نسقط في القاع ! وهذه سنة الله في الدنيا ،
لذا قيل مجازاً إنه يوم لك ويوم عليك!

كما أن الأيام دول بين الناس في الصحة والمرض، والفقر والغنى، والحزن والفرح، وليس هناك شيء يستقر على حاله قط في دار الفناء التي يقلبنا الله فيها كيف يشاء.

ولنا في قصة سيدنا أيوب -عليه السلام- أسوة حسنة؛ حيث كان عليه السلام صاحب أموال وفيرة وذرية كثيرة، يتقلب في نعم الله ونعيمه، حتى ابتُلِي بأشد أنواع البلاء في جسده وماله وولده ، فغرق في بحر الضر والمرض والفقر ، وأصابه من المحن ما أصابه حتى لم يتبق من جسده مغز إبرة سليماً سوى قلبه ، وفقد كل ما يعينه على حال الدنيا من مال وأصحاب ، ولم يبق له إلا زوجته التي حفظت وده ، والوفاء دهراً، وظلت تخدمه ما يقارب ثماني عشرة سنة .
وحين رفضه القريب والغريب كانت هي -رضي الله عنها- لا تفارقه في الصباح والمساء إلا من أجل لقمة العيش، من خلال خدمة الناس بالأجرة، ولا تلبث أن تعود لخدمته ورعايته .

ولم يكن من سيدنا أيوب -عليه السلام- إلا الصبر والاحتساب والتضرع إلى الله بالدعاء، وبعد أن طال عليه الأمر، واشتد به الحال دعا الله تعالى قائل اً: { ربي إني مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين }،
فاستجاب له ربه وأبدل حاله من قاع الأذى إلى قمة الفرج، فذهب ما به من بلاء، وأعاد الله تعالى امرأته شابة حتى وُلد له أضعاف ما فقد من ولده عند البلاء، جزاء صبره وإنابته وثباته.

ومن هنا كان التغيير واستحالة دوام الحال من سنَن الله في خلقه جرت حتى على صفوة الخلق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولذا خلق الصبر كأفضل خيارات التقوى على المعاناة وتبدل الأحوال، ولن تجد بعد الصبر أجلّ وأعظم من الدعاء ، وفِي ذلك القصص كثيرة، والتجارب جمة، وأسأل الله لنا ولكم لباس الصبر والعافية، والثبات في الدين والدنيا والآخرة.
الخلاصة
دعِ المقادير تجري في أعنّتها ولا تنامن إلا خالي البال ، ما بين غمضة عينٍ وانتباهتها يُغيّر الله من حالٍ إلى حال ،
العبرة
الخوف يدعمنا من اجل الاستمرار ، وعدم الرضوخ ، وعدم الاستسلام عندما يكون التفكير ايجابي ونظرتنا للحياة امل … ودوام الحال من المحال ،،،،
دمتم بخير وأماناللهتعالى … وفي احسن حال ،
#دسميرالمصري

شاهد أيضاً

صباح_مصري …..

في هدم الافكار الخاطئة الشائعة .... متلازمة العش الخالي ... 1 بعد مدة قصيرة عن …