ستظل المرأة هي العمود الفقري للأسرة، فهي خير صديق وخير ام وخير سند ولا تستقيم الحياة دونها. لها دور في الرعاية والدعم، في التربية والتعليم، ولا ننسى دورها في العمل. فلم يقتصر دورها في المنزل فقط بل اتسع في المجتمع باكلمه. وكلنا على علم بمقولة “المرأة هي نصف المجتمع بل المجتمع كله” ولكن هل بالفعل نفهم مغزاها ام نرددها فقط!
في الاونة الاخيرة ظهر مصطلح “الاسترونج اندبندنت وومن” المراة المستقلة القوية، وارتبط هذا المصطلح بالمرأة العاملة فقط دون ربات البيوت. فهل بالفعل يقتصر هذا المصلح على المرأة العاملة، ولن تلقب ربة البيت بالمرأة القوية المستقلة!
ظهر هذا المصطلح مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدات الكثير من السيدات ترويجه ظنا منها انها تدافع عن حقوقها ولتؤكد ان المجتمع والرجل لاشئ دونها. ولكن انتشر هذا المصطلح وتغلغل في فكر الكثير من السيدات بصورة خاطئة، اثرت على حياتها النفسية والاسرية، فاصبح حالة مرضية لدى الكثيرات.
واستغلت المراة العربية هذا المصطلح ظناا منها انها تهرب من قيود المجتمع الذي نعيش فيه، فنست المراة دورها الاساسي، واصبحت تبحث فقط عن كيف تصبح امراة قوية مستقلة. هل بالفعل ساعدها هذا المصطلح في الحفاظ على حقوقها ! الاجابة للاسف لم يساعدها في الحفاظ على حقوقها، بل اعتمد الجميع انها امراة قوية مستقلة، لا تحتاج الى شئ. بل اعتمد الزوج والاب والاخ انها مستقلة ويجب عليها تقديم المساعدة في كل وقت ماديا ومعنويا، اذن اين ذهبت حقوقك وسط هذه الحالة المرضية! واصبحت المراة كل ما يشغل بالها كيف تكون مستقلة الا من رحم ربي.
فهناك الكثير ايضا من السيدات التي تلتزم بدورها الاساسي بجانب ان تكون امراة مستقلة ماديا فقط، ولم تستقل عن حياتها او اسرتها معنويا ايضا. فهي تعمل وتجتهد وتحقق ذاتها وهو مطلوب لظروف الحياة القاسية التي نعيشها الان، ولكنها ايضا زوجه ترعى احتياجات زوجها، وام حنونة تعرف جيدا كيف تربي ابنائها. فحققت التوازن بين كيانها وبين اسرتها التي هي عمودها.
اما ربات البيوت فلهن الدور الاعظم، فقد وجدت كيانها وحلمها في بيتها واستقرار اسرتها، فاهتمت بتربية الابناء وهو الامر الاصعب، فهي تربي جيل اما ان يكون صالح فنعيش في مجتمع سليم اما ان يكون عكس ذلك، وكله معتمد على المرأة. فهي ايضا لديها مسؤولية على عاتقها وهي تربية الاجيال، ورعاية اسرتها ليس شرط ماديا فقط، بل اهتمت بالجزء المعنوى وهو الاهم.
خلقنا الله اقوياء لم يميز بين رجل وامراه، ولكن كلا مننا له دور سامي في هذه الحياة لكي نحيا بمجتمع سليم. سواء كنتي امراة عاملة او ربة منزل فكلاكما مستقلات قويات، وكل منكن التزم بدوره الذي يتلائم مع كيانه وحلمه. فانتي قوية اينما كنتي وكيفما كنتي، لكني ادعو تلك الطائفة التي ساقتها فكرة المراة المستقلة القوية بعيد عن المنطق والحياه الى ان تفكر ولو لقليل في حكمة المولى لخلقه الرجل والمرأة قبل ان تستيقظ من هذه الكذبة خاسرة. وادعو الرجل ان يؤمن بدور المرأة وان يكون نصير لها في زمن قد غاب الكثير فيه عن قوله تعالى ” وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ”.
