" الغش والخداع يحصد الخيبة والفضيحة ،،،،
إمبراطور الصين ” لينج “
السر في نجاح العظماء …..
عندما شعر إمبراطور الصين الحكيم أن أجله قد دنا ، وأنه ليس من بين أسرته من يصلح أن يتبوأ هذه المكانة ،،،
قرر أن يجمع شباب المملكة الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر ، والخامسة والعشرين ، وأن يجري بينهم إختباراً يختار من خلاله الإمبراطور القادم .
تجمع مئات الشباب وخطب فيهم الإمبراطور خطبة قصيرة ، قال لهم :
أنتم تعلمون محبتي لكم ، واهتمامي بكم ، لا أريد أن أسلم الإمبراطورية لأحد أبنائي ، وإنما أردت أن ياتي بعدي من يصلح لتدبير أموركم بأمانة وإخلاص .
” أود أن اختار لكم من يصلح للإمبراطورية “.
استدعى الإمبراطور كل الشبان ، وقال لهم :
“سأعطي كل واحد منكم بذرة تزرعونها ، وتهتمون بها ، وفي العام القادم تقدمون لي الشجرة التي تنبت ، وأنا اختار منكم من يصلح للمملكة”.
استلم كل شاب بذرة وغرسها في إناء خزفي ، وصار الكل يهتم بالبذرة ، لقد كان الكل يتوق أن يصير إمبراطورًا ، ويتمني خلافة هذا الإمبراطور العظيم .
اهتم الشاب ” لينج ” بالبذرة ، لكنه لاحظ أن البذرة لم تنبت قط بل أصيبت بالعفونة .
كاد يندب حظه حزينا ، لا يعرف ماذا يقول للإمبراطور .
لقد فشل من وجهة نظره الشخصية .
كانت أمه تشجعه باستمرار ، وتؤكد له ضرورة التزامه بالعمل بأمانة بغض النظر عن النتيجة .
مر عام … وكادت البذرة أن تنحل تمامًا ،
أراد ” لينج ” أن يعتذر عن الذهاب إلى الإجتماع المزمع مع الإمبراطور ، لكن أمه شجعته على الذهاب ، وبالفعل ذهب إلى الاجتماع .
لاحظ أن كل شاب قادم يحمل شجيرة صغيرة جميلة ، كل شاب معه شجرة تختلف عن الأخرى ، وهو الوحيد القادم يحمل إناءً بلا زرع…..
أمر الإمبراطور أن يضع كل الشباب النباتات في صالة فخمة جدًا، وكان كل واحدٍ منهم يترقب حكم الإمبراطور لعله يكون هو المختار وليًاً للعرش.
عندما تقدم لينج صار الكل يسخر منه .
مرّ الإمبراطور وكان يفحص كل نبات، وأخيرًا جاء إلى إناء لينج، ثم قال :
” لمن هذا ؟ ” ضحك الكل بينما ارتبك لينج جدًا ، و طلب الإمبراطور أن يحضر لينج إليه … فتوجه ناحيته يحمل بين طيات جسمه الخوف والالم ًا
تطلع إليه الإمبراطور في إعجاب وهو يقول :
“هذا هو إمبراطوركم القادم!”
دُهش الكل ، وتهامسوا فيما بينهم ، أما الإمبراطور فكشف لهم السرّ وقال :
“لقد قدمت لكم جميعا بذورًا بعد أن وضعتها في ماء مغلي حتى ماتت ، الإنسان الأمين هو” لينج ” ، لأنه لم يستبدل البذرة ، أما بقية الشباب فقد استبدلوا البذر ببذر آخر من عندهم! “
كيف يمكن أن نأمن الغشاشين على مصير أمة ؟؟
الوحيد الذي التزم بالأخلاق حتى دون أن يحصل على نتيجة هو الفتى” لينج ” لذلك تم اختياره ليتولى المسؤولية.
عندما عاد الفتى سعيداً الى أمه ، وبشرها بالنتيجة وهو يتطاير فرحاً ، احتضنته أمه ، دون أن تبدو عليها آثار المفاجأة ،
الخلاصة
من يزرع الغش والخداع ، يحصد الخيبة والفضيحة ، ومن يزرع الصدق والإخلاص ، يحصد النجاح والتقدير… .
دمتم بخير وأمان الله تعالى
#دسميرالمصري