أخبار عاجلة

صباح_مصري ،،،،،،،،،،

{  التصرف والترسيب  ... في مواجهة الإساءة  }

التصرف ، والترسيب طريقتين لمواجهة الإساءة ،،،،

أما طريقة التصرف فهي الطريقة الروحية، التي بها يصرف الإنسان الغضب بطريقة سليمة بإنكار الذات، بلوم النفس، بعامل الحب ، بالبساطة..

أما طريقة الترسيب فتشبه دواء في زجاجة يبدو صافيًا من فوق، بينما هو مترسب في أسفلها، وأقل رجه تعكر السائل كله الذي يملأ الزجاجة .
إن هذا الصفاء الظاهري من فوق، ليس هو صفاءًا حقيقيًا طاهرًا..

ولكن لعل إنسان يقول: كيف يمكننا الوصول إلى تلك الدرجات الروحية من صفاء القلب تجاه الإساءة؟ ألا تبدو غير ممكنة..؟

إنها قد تبدو صعبة أو غير ممكنة بالنسبة إلى القلوب الضيقة التي لم تمتلئ بالمحبة بعد ولا بالاتضاع. أما القلب الكبير فإنه يتسع لكل شيء. انه لا يفكر في ذاته ولا في كرامته، بل يفكر في راحة الآخرين وفي علاجهم. لذلك لا تهزه الإساءات..

إنسان آخر قد لا يفعل شيئًا من هذا كله ، ولكن إساءة المسيء تظل عالقة بذهنه. آه لم ينسها ، لأنه لم يغفر بعد.. هذا أيضًا لم يصل بعد إلى الحب الكامل الذي ينسى الإساءة ولا يعود يذكرها. لأن المحبة – كما يقول الكتاب تستر كثرة من الخطايا.

وقد يوجد شخص ينسى الإساءة، ويستمر في نسيانها زمنًا. ثم تحدث إساءة جديدة من نفس الشخص، فيرجع ويتذكر القديمة أيضًا التي كان قد نسيها، ويتضايق بسبب الاثنتين معًا.. وبهذا يدل على أنه لم يغفر الإساءة القديمة، وأنها لم تمت في قلبه، وإنما كانت نائمة ثم استيقظت. مثل جرح ربما يكون قد اندمل، ولكن موضعه ما يزال حساسًا، أقل لمسة تؤذيه
كذلك هو يعلم أن المسيء، إنما قبل كل شيء – يسئ إلى ذاته لا غيره. إن الذي يقترف الإساءة إنما يسئ إلى مستواه الروحي وإلى نقاوة قلبه وإلى أبديته. ولكنه لا يستطيع أن يضر غيره ضررًا حقيقيًا.. فالذي يشتم غيره مثلًا، إنما يبرهن على نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم في شيء. يبقى المشتوم في مستواه العالي، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم، بل هي تدل على خطأ مقترفها.. والذي أصابته هذه الإهانة، إن كان قلبه نقيًا كبيرًا، فإنه لا يتأثر: يأخذ موقف المتفرج الذي يرثى لضعفات غيره، لا موقف المنفعل.

وهكذا تتضح أمامنا درجات روحية لمواجهة الإساءة مثل
احتمال الإساءة ، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، ومحبتك لمن أساء إليك .
ففي أية درجة من هذه كلها تضع نفسك ؟

خذ موقف المظلوم لا موقف الظالم ، واعلم أن الله سيقف إلى جانبك .
وأما الظالم فإنه يعادى الله قبل أن يعاديك ، وسيقف آلله جانبك ..
فهو يعلم علم اليقين أن المسيء، إنما يسئ إلى نفسه قبل أن يسئ إلى غيره .
وإذ هو يسئ إلى مستواه الروحي ، وإلى نقاوة قلبه ، وإلى سمعته ، وإلى مصيره الأبدي .
وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يضر غيره ضررًا حقيقيًا…
والذي أصابته الإهانة فإن كان قلبه كبيرًا نراه لا يتأثر بل يأخذ موقف المتفرج وليس موقف المنفعل..! وفي أعماق نفسه يشفق على المخطئ

إن الإنسان الضيق القلب يتأثر بسرعة، ويتضايق بسرعة، ويندفع في الانتقام لنفسه. أما صاحب القلب الكبير، فإنه واسع الصدر، يحتضن في داخله جميع المسيئين مع إساءاتهم. فلا تتعبه أخطاء الغير، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات في خضم محبته، وفي لجة احتماله…

القلب الكبير أقوى من الشر. فالخير الذي فيه أقوى من الشر الذي يحاربه. فهو دائم الحب -مهما حدث- ودائم السلام يشبه الصخرة التي تلطمها الرياح وهى ثابتة لا تتزعزع. ويرى أن الخطاة عبارة عن أشخاص ضعفاء قد غلبهم الشر الذي يحاربهم. فهم يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم، وينقذهم مما هم فيه…

     الخلاصة 

إن القلب الكبير ليس تاجرًا ، يعطى حبًا لمن يقدّم له حبًا! أو يعمل خيرًا مع الذي ينقذه شكرًا!!

بل هو يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. إنه يعمل الخير، لأن هذه هي طبيعته. فهو يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذي لا يستحقه أيضًا، مع المحب ومع المسيء، مع الصديق ومع العدو…

     تحياتى وتقديري واحترامي  ،،،، 
    غدا صباح مصري جديد بمشيئة آلله تعالى  ،،، 

                               #دسميرالمصري

شاهد أيضاً

(المقال الشهرى)

“الغوث، الغوث، أدركني”بقلم: أسامة مدنى ما نراه اليوم من اعتداء بغيض على غزة ولبنان من …