أخبار عاجلة

صباح_مصري ،،،

الاستعراض  ... وحب الظهور 

يعتقد البعض أن حب الظهور والاستعراض من السمات العادية التي يصطنعها الأفراد دون وجود لجذور حقيقية تربطها بشخصياتهم .

أنها تصنف ضمن العقد النفسية والسلوكية الاجتماعية وهي ظاهرة تتأصل جذورها في التكوين الفردي للشخص ، وبالتربية ، والمحيط الاجتماعي .

الحياة اليومية مليئة بالكثير من الأشخاص المتعطشين للفت الانتباه وبعقدة حب الظهور سواء من خلال شكلهم الخارجي كملبسهم لما هو مميز ، أو الغريب ، أو تعمدهم الظهور بقصات شعر غير مألوفة ، أو باختيارهم لبعض الألوان الصارخة ، أو اقتنائهم لكماليات باهظة الثمن رغم تواضع جيوبهم … يعني مفلسين .

و تبرز عقدة حب الظهور واضحة في الطريقة التي يتحدثون أو يفكرون بها ، كالتحدث بطريقة مختلفة عن الآخرين ، أو برفع الصوت عند التحدث لجذب الانتباه مع مراقبة ردود فعل الناس المحيطة بهم للتأكد من انجذابهم بالفعل ، كأن يتحدث هذا الشخص مع مرافقه في مكان عام وبصوت مرتفع جداً ليسمع الآخرين عن صفقاته التجارية الناجحة ، أو عن ما يملك من مزايا ، أو عن البلدان التي زارها ، أو عن الممتلكات التي باعها ، أو عن الاجتماعات التي حضرها حتى يعرف المحيطين به أنه شخص (VIP) غير عادي … يعني من الاخر مهم …أو مهمة جداً .

قد يختار هذا الشخص المصاب بداء حب الظهور ، التحدث بأسلوب مليء بالترفع ، والتميع بالنسبة للنساء ، والتعالي في الكلام مع التركيز على سرد المواقف الشخصية الذاتية على سبيل الفخر والخيلاء ،
مع تضخم واضح وكبير في ” الأنا “
كسيادة الثلاثي القاتل { «أنا» ، «لي» ، «عندي» . }

يؤكد علم النفس أن سمة حب الظهور ولفت النظر هي حاجة نفسية غريزية ، لا تختلف كثيراً عن غيرها من الحاجات البيولوجية الجسدية كالحاجة للطعام والهواء والشراب والحاجات العاطفية ، والاجتماعية الأخرى الحب ، والعطف ، وكسب الاحترام .

الرضيع يبكي لكي يلفت انتباه أمه والمحيطين به وقد يكسر الطفل الصغير حاجيات المنزل بهدف لفت انتباه أهله إليه ، وبنفس الطريقة قد يكتسب الإنسان في حياته المبكرة الكثير من السلوكيات الجيد منها والسيئ لتحقيق نفس الغرض ، وهو حب الظهور والتميز ولفت الانتباه.

قد يكتسب الإنسان في حياته المبكرة الكثير من السلوكيات  ، الجيد منها والسيئ لتحقيق نفس الغرض وهو حب الظهور والتميز ولفت الانتباه . 

فقد يتعلم طفل ما الاجتهاد أو الترتيب ليكسب اهتمام ذويه وقد يتعلم العكس عندما لا يثاب على السلوكيات الجيدة ،
في حين يحصل على الاهتمام عند تكسيره للأشياء أو عند اتلافها مما يحقق لديه الحاجة للفت النظر ، وتحقق له السلوكيات الخاطئة الإثابة المرجوة ، عندها فقط يتعلم الطفل السلوك المزعج لكسب الانتباه.

وقد تتميز مرحلة عمرية ما بسلوكيات معينة تندرج ضمن سمة حب الظهور والاستعراض كمرحلة المراهقة والشباب مثلاً … والتي يعتمد أفرادها السلوكيات المتهورة … كاستعراض القوة والشجاعة بالتشخيط والتخميس من قبل الفتيان ، وكاستعراض مفاتن الجسد والجمال بالمكياج الصارخ والتعري السافر لدى شريحة الفتيات ، فيما قد تتراجع ثورة لفت الانتباه والظهورية تدريجياً لدى تلك الفئة الشابة بتقدم العمر … وبمجرد أن يستقر نظام القيم الاجتماعية لديها بعد أن تجد عوامل استقرارها في دروب الحياة.

ولكن ما يميز بعض الشخصيات المريضة بحب الظهور هو استمرار تلك الرغبة الجامحة في لفت انتباه الغير لدرجة يصاب صاحبها بحالة من الهوس بإظهار الكبر والاستعلاء وحب التسلط والإعجاب بالنفس والافتخار بها وحب الجاه والشهرة وحب المدح والرياء .

وقد يذهب هذا الفرد المريض لأبعد من ذلك بحيث يتعمد إلى تتبع وتصيد السقطات والزلات لغيره من المنافسين أو الآخرين بهدف التقليل من شأنهم كما يشعر بالغيرة الشديدة والتضايق عند ذكر منجزاتهم وإبداعاتهم ، فلا يرضى هذا الشخص الأناني لغيره بالبروز والتميز حتى لا يخفت بريقه ويأفل نجمة وتتلاشى نظرات المعجبين من حوله .

و ما يميز هذه الشخصية المصابة بداء حب الاستعراض هو عدم صبر صاحبها على الاستماع لمقترحات الآخرين وعدم تقديره لما يطرحونه من حلول مع رفض واضح ودائم للثناء على الآراء الجديدة والمبدعة حتى لو كانت تلك الآراء سديدة ، ومفيدة له ولعمله .

يتميز هذا المتملق أيضاً بعدم التراجع عن الخطأ وعدم الاعتراف به. كما يتوق دائماً لتسلق أكتاف الآخرين واستقلال منجزاتهم ولا يتوانى في نسبها إليه.

يتميز هذا الشخص أيضا باللسان اللاذع وانتقاد المجتهدين دون حرج من كشف حسده لما وصلوا إليه.

الخلاصة 

تحقق عزيزي ان كنت من الذين يتميزون بمعظم تلك السمات سالفة الذكر ، واحمد الله أن لم تكن كذلك ، أما عن كيفية التخلص من هذه السمة المذمومة ،،؟

فتؤكد الدارسات العلمية أن صاحبها بحاجة لإعادة تأهيل نفسي وسلوكي وروحي ، حيث يحتاج هذا المنحوس للتدرب على استراتيجية السلوك المضاد ،
بمعنى أن يدرب الشخص نفسه على سياسة ضبط النفس ولها أسلوب نفسي معين لا يسعنا المجال لمناقشته بحيث يدرب المريض نفسه على قمع رغبته في إلحاق الأذى النفسي بالآخرين ، ليكسب ودهم بدل حقدهم .

أن يدرب نفسه أيضاً على تقبل الرأي الاخر ، وعلى حسن الاستماع ، وعلى محاولة إعادة بناء الذات وتهذيبها ومقاومة جموحها.

ولا ننسى هنا دور وأهمية العبادات الروحية والعودة إلى القيم الدينية والاجتماعية ، حيث تمثل تلك القيم المخرج الأكيد لمثل تلك السمات المزعجة للآخرين ، فالعودة إلى الله ومحاولة تهذيب النفس بالعبادة والدعاء والصبر حتى بالنسبة للأشخاص الأسوياء تعتبر من العوامل الوقائية التي تحول دون وقوع الإنسان فريسة الأمراض النفسية والسلوكية .

فالصلاة والدعاء هما من الوسائل التي تبعث الأمل في النفس المريضة ، وتوفر دعماً معنوياً.،،،
غدا صباح مصري جديد … تحياتي ،
#د_سميرالمصري

شاهد أيضاً

المستشار القانوني مصطفى مجدي :..ما ترتكبه إسرائيل من مسلسل الاغتيالات سيحرق الشرق الأوسط

..لابد من تدخل الجامعة العربية والأمم المتحدة لوقف المجازر الإسرائيلية بحق اللبنانيين كتب عزت مصطفى …