كتب محمد اسامة
تركيا صاحبة النفوذ الأكبر في ليبيا تقوم بتحقيق مصالحها الإقتصادية والجيوسياسية في الدرجة الأولى، بعدما ثبّتت أقدامها في البلاد عن طريق الدعم العسكري لطرابلس بحكوماتها المتعاقبة بالمال والسلاح والجنود الأتراك والمرتزقة السوريين.
وقد لاقت أنقرة في رئيس حكومة الوحدة المنتهية الولاية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة ضالتها، من خلال توقيعها الإتفاقيات المثيرة للجدل معه، وتنازله عن السيادة الليبية مقابل دعمها لبقاء حكومته في السلطة.
حيث وقعت أنقرة مع حكومة الدبيبة المنتهية الولاية اتفاقيتين عسكريتين للتعاون المشترك، إضافة الى توقيع مذكرة تفاهم تسمح للشركات التركية التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الليبية لضمان بقاء الدبيبة في منصبه وإستمرار حالة الفوضى السياسية في البلاد.
وبيّن الناطق باسم حكومة الوحدة محمد حمودة أن مذكرة التفاهم تنص على تطوير المشاريع المتعلقة بالاستكشاف والإنتاج والنقل والتنقيب والتجارة للنفط والغاز والهيدروكربون وفق الإجراءات والقوانين المتبعة في ليبيا.
وكذلك نصّت المذكرة على تبادل الخبرات والتدريب وضرورة ضمان المصالح المشتركة والجدوى من عمليات الاستكشاف والتطوير وزيادة الانتاج للبلدين وتأسيس شركات مشتركة بين المؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة التركية ودعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
على الجهة المقابلة، أثارت مذكرة التفاهم والاتفاقيات الموقعة بين الجانب الليبي والتركي ردود فعل محلية رافضة سواء من مجلس النواب أو الحكومة الليبية الموازية برئاسة فتحي باشاغا معتبرين أنها تهدد الأمن والسلم في ليبيا.
فيما أكدت مصادر إعلامية أن محكمة استئناف طرابلس قضت بوقف تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة الوحدة الوطنية وتركيا بشأن التنقيب عن النفط والغاز.
يُشار الى أن تركيا تسيطر حالياً على عدد من القواعد العسكرية والجوية والبحرية في الغرب الليبي، أشهرها قاعدة الوطية، وأرسلت 35 ألف جندياً تركياً إليها، كما جندت أكثر من 11609 عنصر من المرتزقة السوريين لدعم حكومة طرابلس.
ولامتلاك ليبيا إمكانيات هائلة من النفط والغاز والمعادن الأخرى ولموقعها البحري الإستراتيجي ومنطقتها الاقتصادية الكبيرة قياسًا بنظيرتها التركية، فإنها لن ترى الإستقرار مادامت تركيا تعبث بها.
وفي السياق، قال المحلل السياسي، محمد قشوط: “إن الحل في ليبيا لن يُصنع إلا بتغيير معادلة القوة على الأرض، فمن يملكون القوة هم الذين يصنعون التغيير، أو عبر انتفاضة وصحوة شعبية شاملة تزيح كل من في المشهد”.
وأضاف في تدوينة عبر تويتر: “الذي يستطيع كسر إرادة تركيا والميليشيات المسلحة فسوف ينجح في استعادة الدولة وتحقيق حل لها، وما دون ذلك فإن ما سيُصنع لن يرى النور إلا إذا تم وفق رغبتها”.