كتبت مي مشالي
قبل دقائق من غروب شمس أمس الثلاثاء، توجه «علام أحمد» صاحب الـ44 عامًا، موظف، لاصطحاب ابنته من الدرس، في أحد المناطق التابعة لمركز شرطة منيا القمح بمديرية أمن الشرقية، وبعد مكالمة جمعتهما سويًا استغرقت عدة دقائق:«هستناك تيجي تاخدني يابابا عشان نروح سوا»، حتى استقرت قدماه إلى المكان، ليسمع صراخ ابنته وفي مشادة كلامية مع أحد الشباب.
في لهفة واستعجال، تدخل الأب، دفاعًا عن ابنته ووجه العتاب لأحد الشباب، اعتقادًا منه أن تدخله ينهي الأزمة والمشادة الكلامية، لكن سرعان ماتحول الأمر إلى تراشق بالألفاظ، وقاموا الشباب بالسخرية منه أمام ابنته ليسقط جثة هامدة على الأرض متأثرًا بإصابته بأذمة قلبية، وفقًا للتشخيص المبدئي خلال وصوله إلى المستشفى، وجرى نقله إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بدفنه.
الواقعة التي أصبحت حديث موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وثقتها كاميرات المراقبة التي رصدتها في فيديو 120 ثانية، وساعدت رجال الشرطة في كشف غموض الواقعة وملابساتها، وتبين أن وراء تلك الواقعة شابين يدعى “أ. م. ف” 16 عاما طالب، و”م. ج. ط” 16 عاما طالب، مقيمان ببندر منيا القمح، وجرى إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق في الواقعة.
إجراءات قانونية تجاه المتهمان
خضع المتهمان أمام فريق نيابة منيا القمح، للإدلاء باعترافات تفصيلية حول الواقعة التي أوضحت التحريات الأولية أنه تسببا في وفاة الأب نتيجة سبهما له والتعدي عليه بالألفاظ، وقررت النيابة حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بعرضهما على الطب الشرعي لإجراء تحليل الكشف عن تعاطي المواد المخدرة، لبيان حالتهما
رواية شهود العيان
بحسب كلام أحد شهود العيان عن الواقعة قال «أحمد علام«الشباب تركوه وفروا هاربين والبنت فضلت تصرخ لحد ما ولاد الحلال نقلوه المستشفى ليفاجأ الجميع أنه لفظ أنفاسه الأخيرة ومات».
الموقف القانوني
يقول المحامي أيمن محفوظ الخبير القانوني في تصريح خاص لـ«الوطن»، إن هذه الواقعة تعد من أغرب ما ورد في عالم الجريمة، وهي التراشق الذي يصل بالضحية إلى الموت ويكون في مشاجرة مع شخص لاينتوي قتله، ولكن امتدت النتيجة وتجاوز غرض الجاني وصل الأمر إلى الوفاة.
وأوضح أن الجاني يسأل عن جريمة ضرب أفضى إلى موت المعاقب عليها بنص المادة 236 من قانون العقوبات، نصت على أن كل من جرح أو ضرب أحدا عمدا أو أعطاه مواد ضارة، ولم يقصد من ذلك قتلاً، ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالسجن المشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع.