عيون وقحة .....
يخطىء كثير من الناس حين يقولون إن شخصا اتولد واتربى ونشأ على الخير والعز والنعمة ، فلا تخافوا منه لكن خافوا من الفقير اللى اغتنى بعد جوع .. هذا الكلام غير صحيح..
لأن النعمة والخير والعز ليست أموالا وقصورا وامكانيات وسيارات..
فمن الممكن شخص لديه كل هذه الامكانيات ومتربى علي اجابة كل طلباته وعدم تحمله اى مسئولية فيخرج شخصية مهترئة ، غير متزنة وطرية ، وغير قادر على تحمل المسئولية ، وتجد عينه فارغة لا يملؤها غير التراب.
أن هذه الشخصية تحسد كل إنسان على أتفه الأمور وتريد كل شيء لنفسها ، ترتدي ثوب الظلم وقلة الحظ ، إلا أنها، وبحسب وصفها ، “عينها فارغة” كونها تمتلك كل شيء ولا ينقصها أي أمر ، الا أنها لا تنظر أبداً لما عندها ودائماً عينها على الذي بيد غيرها.
أن هذا الشخص عليه ألا يقيس الأمور بهذه الطريقة على الإطلاق كونه إنسانا يعيش في الظلمة ولا يحب الخروج منها نتيجة لموروثات اجتماعية وثقافية وبيئية أسرية تجعله دائماً يشعر أن الآخرين سرقوا حظه، ودائم النظر للجانب المعتم من الحياة ولا يلتفت الى ما أعطاه إياه الله من نعم.
ورغم خبرتنا الكبيرة في العمل والحياة ، في كيفية التعامل مع غالبية أنواع الشخصيات المحيطة بنا ، بحكم خبرتنا التي تكونت على مدى سنين دراسة ، وعمل ، واحتكاك بمن حولنا ، إلا أن هناك نمطا واحدا من الشخصيات لا نستطيع التعاطي معه ،
نحن نعجز عن التعامل مع صاحب “العين الفارغة”، كما نسميه، وهو نمط من الشخصيات التي تعرفت عليها ولا يمكن أن نتكيف معها وترجع سبب ريبتنا من هذه الشخصية إلى “قدرتها على إظهار عكس ما تبطنه” ،
كما أن أصحاب هذه الشخصية “يحملون في نفوسهم حقدا وغلا وحسدا وينوون للشخص الشر ، ويدعون أنهم يجاملونه ويتمنون له الخير”.
وعن عن إحدى الشخصيات ، فقد كانت من المقربات جدا منا ، قبل أن نكتشف ضيقة عينها وما تحمله من غل داخلها ، على أي أمر جيد يحدث معنا أو مع أي أحد من زملاء العمل .
وتعشق هذه الشخصية وبطريقة عجيبة أن تعيش دور الضحية والمظلومة وبأن حظها ناقص في هذه الدنيا ، حتى عندما يحدث معها شيء جيد وكأنه لم يحدث ، وعلى العكس اذا حدث مع أي من الأخرين .
ربما كان القرار ذات يوم أن قطع العلاقة معها ، بعد مشاهدتها أكثر من مرة تهنئ زملاء لها ، وتشعرهن بحبها وسعادتها لما حدث بعكس ما في داخلها تماماً من “حسد وغيرة”.
يعاني كثيرون من وجود أشخاص حولهم يتصفون بـ”الحسد أو ضيق أو فراغة العين”، وفق ما يتم تناقله شعبيا، حيث يحملون في دواخلهم حسدا ونقصا ورغبة في امتلاك كل ما بيد الآخرين من أمور حسنة.
ومن أبرز سمات هذه الشخصية ، أنها شخصية دائمة التذمر، تتلذذ في أن تعيش دور الضحية والمظلوم دائماً ولا تحب الخروج منها، فضلا عن أنها انتهازية خالية من المبادئ، دائما ردات فعلها عنيفة ولا تتقن فن الحوار ، إلى جانب أنها منافقة تظهر عكس ما تبطن بشكل مستمر، والضغينة تسيطر على تفكيرها، كما أنها شخصية معرضة للكثير من الأمراض الصحية.
ربما ليست الوحيدة التي تعاني من وجود أشخاص تتواجد فيهم هذه الصفة ، هناك الكثير أيضا بات يخاف من أصدقائه التي وبمجرد سماعهم أي خبر جيد حدث مع شخص يضع نفسه مكانه ويبدأ بالتذمر ، ويتسائل “لماذا لست أنا الذي حدث معي ذلك؟ لماذا دائما حظي ناقص؟، وبماذا هم أفضل مني؟ والأمور الجيدة دائماً تذهب لأناس معينين”.
ربما تكون التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة هي التي لم تهتم ، ولم تبذل أي مجهود في تربية هذا الفرد وتنشئته على حب الخير للآخرين ونبذ الحسد والضغينة.
بالإضافة الى أن بعض هذه السلوكيات، “موجودة” عند الأهل أنفسهم ، ومن هنا فإن الأبناء يقلدونهم بدون أي توجيه أو إرشاد على اعتبار أن الأهل القدوة والنموذج الذي يحتذى به.
كما تلعب المغريات في هذا الوقت، ، دورا كبيرا في تفشي هذه الصفة حيث تولد هذا الشعور خصوصاً مع انعدام ثقافة “القناعة” في المجتمع.
من جهه اخري ، نري أن صفة “ضيقة العين والحسد”، هي السمة الأكبر في مجتمعنا ، وهي ناتجة عن “انعدام الثقة في النفس والذي ينتج عنه محاولة إسقاط الضعف والعجز باستمرار على الآخرين ، الى أنه يغدو شخصا متذمرا ويعتبر أنه لا يملك الحظ والدنيا لا تقف الى جانبه .
وهنا نشير الى أن الشخص لو فكر بطريقة إيجابية كيف يستفيد من تجربة ونجاح غيره .. سوف ينعكس حاله تماماً، بدلا من إسقاط مشاكله النفسية وجوانب النقص في شخصيته على الناجحين ولومهم على نجاحهم .
الخلاصة
أن السبب وراء تفشي هذه الصفة هو “المفاهيم البيئية والثقافية القائمة على الحسد والغيرة وإحساس الشخص أن كل الناس يحقدون عليه، فتكون محصلة كل تلك الأمور شخصية يتملكها الجحود والسلبية ، أن هذه الحالة سبب رئيسي في كثير من الأمراض النفسية وحالات الإحباط والفشل العاطفي الذي يعيشه المجتمع .
نعم أن الأمر يعود للتنشئة من البداية ، كون الطفل يخضع لأسلوب تنشئة خاطئ؛ حيث ينظر دائماً لما في يد غيره، وهذا السلوك يكتسبه من أهله من خلال سماعه لحديثهم عن الناس ، فتكبر هذه الصفة مع الشخص وتصبح شيئا موجودا بطبعه وطبيعته .
ونشدد هنا على ضرورة تنشئة الطفل على القناعة ؛ لأن عدم القناعة يتعب الإنسان كثيراً ويجعله لا يعرف السعادة على الإطلاق، وعلى العكس اذا تربى الطفل منذ صغره على القناعة والرضا ينشأ محبا وراضيا وسعيدا .
أن الخطورة المتشكلة من صفة “الحسد وضيقة العين”، “كبيرة” لا تقتصر على الشخص نفسه، بل تتعداه الى المجتمع ككل؛ حيث “تولد ثقافة الحقد والكراهية وخصوصاً الأنانية عند الناس، وتعزز ثقافة عدم المحبة والتعاون والخير”.
غدا صباح مصري جديد ،،،،
#دسميرالمصري