أخبار عاجلة

زيادة اهتمام واشنطن بالملف الليبي تعزز مخاوف الليبيين من وقوع البلاد في أيدي الإدارة الأمريكية

احمد دياب

لفتت حركة الولايات المتحدة الأمريكية “النشطة” في ليبيا انتباه المراقبين والمحللين السياسيين، الذين قارنوها مع سياسات واشنطن “الخافتة” في السنوات السابقة، فمنذ مطلع العام وهي ترسل وفودًا سياسية تلو الأخرى وتطلق تصريحات في كل حدب وصوب، حتى ختمتها بخطة عشرية مفاجئة ومثيرة للريبة متعلقة بشكل عام بدول القارة الإفريقية وبشكل خاص بليبيا.
واستهلت هذه الحركة، بداية العام الحالي، بزيارة فجائية لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي” وليام بيرنز إلى العاصمة السياسية طرابلس (غرب)، حيث التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة والمشير خليفة حفتر (شرق).
وبعد زيارة بيرنز بأسبوع واحد، ثمة لقاء جمع حفتر بالقائم بالأعمال الأميركي ليزلي أوردمان ونائب قائد القوات الجوية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” الجنرال جون دي لامونتاني في بنغازي.
حيث وصل الأسبوع الماضي إلى ليبيا وفد أميركي ترأسته مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف وضم المبعوث والسفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند والقائم بأعمال السفارة الأميركية ليزلي أوردمان، عقد خلال الزيارة الوفد الأميركي سلسلة من اللقاءات مع كل من رئيس الحكومة الوطنية ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر.
واتجه المراقبون للحديث عن جهود مضنية تقوم بها واشنطن، لتوحيد الجيش الوطني الليبي، وإضعاف محور الشرق بقيادة خليفة حفتر عسكريًا وسياسيًا، وذلك سعيًا منها لإنشاء قوة عسكرية كبيرة موالية لها على الأرض، لدعم تدخلها الفظ في مشروع المبعوث الاممي عبدالله باتيلي لإجراء الانتخابات في البلاد والذي يُقصي بدوره العديد من المرشحين الشعبيين من غير الموالين لها، ويهدد مجلسي النواب والدولة الليبيين بحرمانهما من شرعيتهما وسحب النفوذ منهما سياسيًا.
وأشار المراقبون إلى أن انحسار الهيمنة الامريكية بشكل عام في العالم العربي والآسيوي جاء نتاج التعاون الصيني والروسي البنّاء، واتجاه معظم الدول الناشئة لدعم هذا التعاون والانضمام إليه على حساب النفوذ الأمريكي، الأمر الذي تحاول واشنطن تجنبه في ليبيا، البلد التي تحظى بأكبر احتياطيات من النفط والغاز في القارة الإفريقية بأكملها.
وما يُثير تخوف المراقبين الليبيين هو إذعان المشير حفتر بشكل أو بآخر للمطالب والضغوط الأمريكية، وذلك بعد انتشار أنباء صحفية حول نيته التخلي عن خدمات قوات مجموعة فاغنر الروسية، مقابل ضمانات لم يتم الإطلاع عليها بعد.
وتعد مجموعة فاغنر إحدى أهم “عوامل” القوة التي يتمتع بها الجيش الوطني الليبي في تحقيق توازن مع معسكر الغرب الليبي، المدعوم بشكل مباشر من قبل القوات التركية، والذي يحظى بدعم أمريكي متنامي، كما أن مجموعة فاغنر ضمنت للمشير نفوذًا يستطيع من خلاله إعلاء صوت الحق في وجه الساسة الذين باعوا ومستمرين في بيع البلاد وخيراتها مقابل مصالح ومنافع شخصية، وذلك من خلال حرص المجموعة الروسية على تأمين أغلب المواقع النفطية الليبية من التخريب والاستيلاء، ووضعتها تحت تصرف المشير على مدار السنوات السابقة.
ولكن ما تزال المؤشرات تدل على خضوع المشير لهذه الضغوطات الأمريكية، متناسيًا دورها في تدمير البلاد وتقسيمها، فقد كانت قيادة الجيش في بنغازي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أرسلت وفداً كبيراً إلى طرابلس في زيارة هي الثانية من نوعها في غضون أشهر لاستئناف المفاوضات مع ممثلي رئاسة الأركان العامة في طرابلس، والتي على رأس ملفاتها توحيد المؤسسة العسكرية.
الوفد الآتي من بنغازي كان موسعاً أكثر مما كان عليه في الزيارة الأولى، وشمل أسماء مفاجئة لقادة أكبر الألوية العسكرية والكتائب التابعة للقيادة العامة التي كانت قبل أعوام قليلة تخوض الحرب على مشارف طرابلس، إضافة لرئيس الأركان العامة الفريق عبدالرزاق الناظوري، وفرج قعيم وكيل وزارة الداخلية في حكومة فتحي باشاغا، وخيري التميمي مدير مكتب خليفة حفتر مع عضوي اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” مراجع العمامي والمهدي الشريف.

شاهد أيضاً

“الازمة اليمنية وتداعياتها علي مجلس التعاون الخليجي ” .. رسالة لنيل الدكتوراة فى العلوم السياسة من جامعة الدول العربية

كتب – عمرو يحيى يناقش صباح غدا ( الاثنين ) الباحث اليمني العميد طيار ركن …