أخبار عاجلة

الدبلوماسية الروسية تحتاج لإعادة إقلاع سريع في ليبيا في مواجهة التحركات الأمريكية

كتب أحمد دياب

ليبيا منذ إسقاط نظام القذافي في عام 2011، وهي تعيش حالة من الفوضى السياسية والأمنية، التي ترافقت بحروب أهلية وإنتشار للجماعات المسلحة والإرهابية وتعاقب حكومات مؤقتة وتأجيل مستمر للإنتخابات.
وتعود أسباب الحال التي وصلت إليها ليبيا الى تدخل الدول الغربية السافر في شؤونها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولاتها السيطرة على موارد البلاد الغنية، عبر بث التفرقة والتنافر بين الليبيين.
وتختلف الآراء اليوم حول مبادرة مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا عبدالله باثيلي، والتي تقضي بإجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري، وسط إنقسام في البلاد ووجود حكومتين متوازيتين، بسبب عدم وضوحها والضغط الكبير الذي تمارسه واشنطن لتمريرها.
من جهته، قال رئيس الحكومة الليبية المشكلة من البرلمان، فتحي باشاغا إن الانقسام في السلطة التنفيذية في ليبيا ووجود حكومتين سيعيق الانتخابات المقررة لعام 2023. وأضاف أنه “لا شك في أن هذا الانقسام واستمراره سيعرقل أي عملية انتخابية محتملة”.
وفي الوقت نفسه، وعد باشاغا “بالعمل الجاد مع الأطراف الوطنية والدولية التي تؤمن بالديمقراطية والوحدة وتوحيد المؤسسات واستعادة الأمن، من أجل إجراء انتخابات نزيهة وشفافة”.
وفي وقت تركز واشنطن في سياستها في ليبيا على محورين رئيسيين هما إيجاد آلية لإدارة عائدات النفط، وإخراج قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من ليبيا، الى جانب إجراء إنتخابات مشبوهة النتائج، تبرز روسيا كقوة عظمى منافسة تمد يد العون وتعمل على تطوير العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية مع ليبيا دون التدخل في الشأن الداخلي الليبي وتعمل على تقديم الدعم الدولي للحلول الليبية-الليبية وترفض سياسة فرض الرأي على الشعب والأطراف الليبية.
إلا أنه ومع إستعداد باشاغا وغيره من الأطراف الليبية التي تلعب دوراً محورياً في البلاد العمل مع روسيا، اتخذت وزارة الخارجية الروسية موقفا ضعيفًا بما يتعلق بالملف الليبي، لا يتجاوز عدة تصريحات بدعم المسار السياسي والسلمي لحل الأزمة، ما دفع بالعديد من القادة الليبيين للجلوس مع الوفود الدبلوماسية الأمريكية والتباحث معها.
في مقابل زيارات ولقاءات عديدة يقوم بها مسؤولون أمريكيون بارزون في ليبيا مع مختلف الأطراف المتنازعة يمارسون ضغوطهم من خلالها على هذه الأطراف لتحقيق أجندتهم في الإستفراد بليبيا وبسط السيطرة على مواردها وإستغلال مشاكلها.
وليبيا بسبب هذا التقصير من قبل الدبلوماسيين الروس تواجه خطر فقدان استقلاليتها وسيادتها لصالح الأطماع الأمريكية، والعديد من النخب السياسية الليبية لا تستطيع مجابهة هذه الأطماع الأمريكية المتنامية لوحدها.
وروسيا إستطاعت تثبيت موقعها كقوة عالمية موازية لأمريكا، منذ إطلاقها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وبدأ النظام العالمي بالتحول من نظام القطب الواحد إلى نظام متعدد الأقطاب، إلا أن النفوذ الروسي لم يترجم بعد بشكل كامل في العديد من المناطق الداعمة لهذا التغيير، بسبب البيروقراطية والبطء الذي يقتل الدبلوماسية الروسية.

شاهد أيضاً

المراسم الدولية للتطوير العمراني تطلق أحدث مشروعاتها “Mar Bay” في منطقة رأس الحكمةMar Bay مجتمع متكامل يوفر كافة وسائل الراحة والرفاهية على مساحة 640 فداناً

إطلالات ساحرة .. بحيرات مفتوحة .. غابة استوائية هي الأولى من نوعها في الساحل الشمالي …