قوانين الإحساس ... والمزاج ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
نحن نحكم على الأشياء وعلى الناس متأثرين بحالتنا المزاجية ، والمعنوية ، ومشاعرنا ، وأحاسيسنا لحظة إصدار الحكم أو القرار ، وحقيقي فعلا تاكد ان الإنسان «القرفان» يميل إلى رؤية الأمور المحيطة به فى صور كئيبة وسيئة،
قوانين الإحساس بالقرف تماما كما هو شائع بين الكبار ومن بين هذه القوانين أن أي شيء كان له اتصال مباشر بأشياء تثير الاشمئزاز يصبح بدوره كذلك ، ومن هذا المنظور لن يستطيع أي شخص شرب كوب من الحليب إذا ما سقطت بداخله ذبابة مثلا …
أن ذلك مرتبط “بتداعي المعاني”، لأننا نقضي على هذا الإحساس كلّما تكررت المواجهة مع الأشياء التي تثير لدينا الإحساس بالاشمئزاز وبهذا نحن ندرب أنفسنا من اجل تجاوز هذا الإحساس ، الأمر الذي يؤكده أحد العاملين والذي يعمل داخل أحواض تنقية مياه الصرف الصحي ، وقد عبر عما يصادفه يوميا بالقول “إنني أرى في فضلات الجسم البشري أكواما من الطين فقط”.
ويرى الناس أسوأ مما هم عليه ، ويتوقع منهم أسوأ التصرفات ، ان هذا الاحساس قد يؤثر فى قدرة الانسان على حسن تذوق اى طعام و شراب …. بل والاحساس أيضا بالموسيقى ، لقد سمعت من يقول إنه يضعف الشعور بالولاء والرغبة فى التضحية ،
هل هذا أمر معقول ؟
أيعقل أن يكون الإحساس بالقرف والاشمئزاز سببا من أسباب ضعف الشعور بالولاء والانتماء ورغبة النسان في التضحية … ويعتبر هذا أمر سيئا للغاية ، حقيقي أمر صعب بل جد …. وخطير جدا .
دعونا نتصور جنودا فى معركة يقودهم ضابط، أغلبهم يشعر تجاهه بقرف شديد ، إما لسلوكياته أو أخلاقه أو فساده أو لفظاظته ، هؤلاء الجنود لن يضحوا بحياتهم وأرواحهم لإنقاذ هذا القائد وسيترددون فى إطاعة أوامره.
نعم … هناك من يقلل من شأن وتأثيره ذلك على سلوك الأفراد والجماعات، وهذا بالطبع خطأ ، فهناك من يحض الناس على كراهية اليهود « لأن رائحة أجسادهم مقرفة». وتشهد كتابات لبعض المفكرين لتشجيع المستوطنين البيض على عدم الاختلاط بالهنود الحمر والأفارقة، بحجة أنهم أجناس «مقرفة»! لا تنفع معهم مياه أو صابون أو معطرات.
هكذا استخدم البعض «القرف» لإقصاء فئة معينة من البشر أو لتصنيفهم طبقات اجتماعية وطوائف دينية.
يشاع أن «القرف» أحد العوامل التى أطالت فى عمر عصر الظلام، حين كادت الكتب تكون محرمة والقراءة نوعا من التمرد على الدين. فبالإضافة إلى موقف الدين من الكتب والعلوم كان الناس وقتها يمتنعون عن تخزين الكتب فى منازلهم بسبب «الرائحة المقرفة» المنبعثة من الأغلفة المصنوعة من جلد الأبقار فى عصر سابق على التقدم فى صناعة دبغ الجلود. ولا شك أن العاملين بحفظ المخطوطات أدرى الناس بهذه الرائحة وتأثيرها على الإقبال على قراءتها.
الخلاصة
ربما يكون استخدام ألفاظ أخري مثل استخدام كلمة «غثيان» لتحل محل كلمة ” قرف ” افضل كثيرا ومع الغثيان ظهرت كلمات أخرى متعلقة بحالة الغثيان منها” الحزن المزمن ” ، و ” الشذوذ فى السلوك ” حيث قيل وقتها إن القرف حالة مؤقتة، بينما الغثيان ينطبق على حالة عامة غير محددة بحادث أو شىء معين.
بمعنى آخر، القرف تثيره مثلا … شعرة تدخل إلى الفم مع قطعة خبز ، ونقطة دم فى قطعة لحم مشوى ، وأكوام زبالة على ناصية شارع ، ورائحة عرق فى اتوبيس ركاب ، أما الغثيان فأسبابه طويلة المفعول ومن نتائجه الاكتئاب العام.
” الغثيان ” يتصل بحالة عامة من الحزن أو الشعور بالوحدة والاغتراب. أما ” القرف ” فهو سلوك لا إنسانى وغير متحضر وعلى الإنسان الناضج أن يتجاوز القرف فور «الإصابة به».
البعض يحاولون الآن إثبات أن للقرف مزايا وإيجابيات، فالإنسان لا يأكل أطعمة فاسدة لأنه «قرف» من رائحتها أو شكلها، بمعنى آخر لولا «القرف» لتسمم. وهو، كما الحيوان، لا يشرب من مياه الصرف لأن رائحتها جعلته يقرف منها.
هناك من يزعم أن عناصر شريرة تتعمد نشر القرف بين الناس بغرض التشهير بأشخاص معينين أو لإدانة أفكارهم أو لتقسيم المجتمع وإثارة الفتنة، مطمئنين إلى أن القرف سلاح قادر على الفتك بسمعة الإنسان ،،،،،
غدا صباح مصري جديد ،،،،
#دسميرالمصري